کد مطلب:167953 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:149

فی ذلک الصباح الاسود
ویواصل الشیخ المفید (ره) سرد بقیة القصة قائلاً: (فلمّا أصبح جلس مجلسه وأذن للناس فدخلوا علیه، وأقبل محمّد بن الاشعث، فقال: مرحباً بمن لایُستغشّ ولایُتَّهم! ثمّ أقعده الی جنبه.

وأصبح ابن تلك العجوز، فغدا إلی عبدالرحمن بن محمّد بن الاشعث، فأخبره بمكان مسلم بن عقیل عند أمّه! فأقبل عبدالرحمن حتی أتی أباه وهو عند ابن زیاد فسارّه، فعرف ابن زیاد سراره، فقال له ابن زیاد بالقضیب فی جنبه: قم فأتنی به الساعة. فقام، وبعث معه قومه، لانّه قد علم أنّ كلّ قوم یكرهون أن یُصاب فیهم مسلم بن عقیل، وبعث معه عبیداللّه بن عبّاس السلمی فی سبعین رجلاً من قیس، حتی أتوا الدار التی فیها مسلم بن عقیل.). [1] .

وفی روایة الفتوح: (.. واقبل ابن تلك المرأة التی مسلم بن عقیل فی دارها إلی عبدالرحمن بن محمّد بن الاشعث فخبّره بمكان مسلم بن عقیل عند أمّه، فقال له عبدالرحمن: أُسكت الان ولاتُعلم بهذا أحداً من النّاس! [2] قال: ثمّ أقبل عبدالرحمن بن محمّد إلی أبیه فسارّه فی أذنه وقال: إنّ مسلماً فی دار طوعة! ثمّ تنحّی عنه.

فقال عبیداللّه بن زیاد: ما الذی قال لك عبدالرحمن؟


فقال: أصلح اللّه الامیر، البشارة العظمی!

فقال: وماذاك؟ ومثلك من بشّر بخیر!

فقال: إنّ ابنی هذا یخبرنی أنّ مسلم بن عقیل فی دار طوعة، عند مولاة لنا.

قال: فَسُرَّ بذلك، ثمّ قال: قُم فأت به، ولك ما بذلتُ من الجائزة والحظّالاوفی!

قال: ثمّ أمر عبیداللّه بن زیاد خلیفته عمرو بن حریث المخزومی أن یبعث مع محمّد بن الاشعث ثلاثمائة رجل من صنادید أصحابه!

قال: فركب محمد بن الاشعث حتی وافی الدار التی فیها مسلم بن عقیل..). [3] .

وفی روایة الدینوری أنّ عبیداللّه بن زیاد أمر ابن حُریث أن یبعث معه مائة رجل من قریش، وكره أن یبعث إلیه غیر قریش خوفاً من العصبیة أن تقع! [4] .

وفی روایة الطبری أنه أمره أن یبعث مع ابن الاشعث ستین أو سبعین رجلاكلّهم من قیس، وإنما كره أن یبعث معه قومه لانه قد علم أنّ كلّ قوم یكرهون أن یُصادف فیهم مثل ابن عقیل! [5] .



[1] الارشاد: 196.

[2] لاشك أنّ عبدالرحمن أمره بكتمان ذلك طمعاً في أن تكون الجائزة له ولابيه!.

[3] الفتوح، 5 :91-92.

[4] الاخبار الطوال: 240.

[5] تاريخ الطبري، 3:289؛ إنّ قريشاً أو قيساً هم عرب الشمال وهم في الاغلب الاعمّ يبغضون عليّاًعليه السلام لانه قاتلهم علي الاسلام والايمان وقتل صناديدهم (راجع: تفصيل هذه القضية في مقدمة الجزء الثاني من هذه الدراسة)، أمّا عرب الجنوب وأكثر قبائل الكوفة منها فإنهم في الاغلب الاعمّ من محبّي عليّعليه السلام خاصة وأهل البيت عامة، وقد كانوا مع عليّعليه السلام في حروبه.